>
>
>من صاحبك لدنياك فكن على حذرٍ فوريٍ منه، فإن صلاحية صحبته تنتهي فور انقضاء
>حاجته الدنيوية منك، بل لعله ينقلب عليك عدوّاً وحاسداً لما رآه عليك من نعم
>الله تعالى، أما من صاحبك لدينك ولم يرغب في دنياك، فاعضض على صحبته بالنواجذ
>لأن بركتها تمتد إلى قيام الساعة، بل يظلك الله بصحبته في ظلّهِ يوم لا ظلَّ
>إلا ظلّه
>********
>
>يا ترى هل ما نحياه في هذه الدنيا هو الحقيقة أم أنه الحلم والخيال الذي يسرق
>أيام عمرنا دون أن نشعر لنواجه على حين غرّة الحقيقة المفزعة التي سوف نستيقظ
>عليها يوم الفزع الأكبر حين البعث والنشور؟! أكاد أصرخ في كل ما حولي من
>ديكورات وخلفيات هذا الحلم الذي نعيشه أن انكشفي فما وراءك من أهوال أشد بكثير
>من إغراءاتك السفيهة _ سريعة الزوال _ والتي لا تورث صاحبها إلا خزي الدنيا
>وعذاب الآخرة
>********السم الزعاف الذي يدسه الشيطان في أيام حياتنا هو الغفلة التي تحجب
>العقل عن التفكر في العواقب والقلب عن استشعار مراقبة الخالق؛ وبالتالي تنساق
>كافة أعضاء الجسد تباعاً لمؤثرات الشهوة في ظل التأثير على يقظة العقل والقلب،
>فالعين بالنظر والأذن بالسمع واللسان بالنطق والفرج يصدق ذلك أو يكذبه، فإذا
>كان يوم القيامة وجد العبد حصاد عمره جبالاً من الأوزار ينأى عن حملها كانت
>الغفلة وحدها السبب فيها، فتحت تأثيرها وقعت منه المعصية... وتحت تأثيرها نسي
>ما كان منه من فعل تلك المعصية.. وتحت تأثيرها غفل عن أن الله يحصي عليه كل
>معصية.. حتى تراكمت منه وصارت كالجبال
>فانتزع زمام نفسك من رحى الدوران في تلك الغفلة، حتى تسعد بنجاة لا يعرف لها
>طريقاً أحد من هؤلاء الغافلين، واعلم أنه ما أنت إلا عدد وكل يوم يمر عليك
>ينقص من هذا العدد، حتى تجد نفسك في نهاية المطاف بين يدي من لا تخفى عليه
>خافية
>********
>وقود النفس على طريق مواصلة تقوى الله تعالى يتمثل في أهمية المراقبة، وتجديد
>التوبة وكثرة الاستغفار ودوام ذكر الله تعالى على كل حال ومخالطة الصالحين من
>عباد الله تعالى، والبعد عن مواطن الشهوات والشبهات، وأخيراً كثرة ذكر الموت
>والبلى
>********
>من استأنس بالله كفاه، ومن أعرض عنه ابتلاه، وأقل لون من ألوان هذا الابتلاء
>هو استشعار الوحشة وإصابة القلب بالضيق والقلق والشعور بالخوف والهلع وعدم
>الطمأنينة بحال
>********ما وجدت أكثر من حب المال فتكاً بالنفوس وتدميراً للعلاقات ولو كانت
>بين متحابين، حيث أن سحر تأثيره على النفوس لاسيما الضعيفة منها أقوى بكثير من
>وقع السحر على المسحورين!! فرحماك ربي . . اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها
>في قلوبنا حتى لا نهلك مع الهالكين
>
>********التقييد عن فعل الخيرات علامة عدم التوفيق من الله، أما سألت نفسك لم
>ذاك ؟
>********لابد من وضع خارطةٍ لنفسك، توضح لك معالم الطريق نحو النجاة بها إلى
>رضوان الله تعالى، إذ ستقف من خلال هذه الخارطة على مواطن الضعف والخلل في
>نفسك فتجتنب أسبابهما
>********